المجلس العربي للنظافة وفيروس "الاستغلال"!!
سمعت ورأيت كغيري الحملة الاعلانية التي أطلقها "المجلس العربي للنظافة " بالتعاون مع إحدى شركات منتجات التعقيم وصابون غسل اليدين، والذي قدم من
خلالها الدكتور هاشم رأفت - نيابة عن المجلس- عدة نصائح هامة لتجنب انتقال الفيروسات مثل كورونا وهي: غسل اليدين باستمرار بصابون سائل "معقم
وموثوق"، والاحتفاظ دائماً وفي كل الأماكن بمناديل معقمة "موثوق بها"، تعقيم كافة الأسطح في البيت بانتظام مع سائل معقم "موثوق به".
حقيقة سعدت كثيراً بالمبادرة التي قامت بها هذه الشركة تحت عنوان " مهمة من أجل الصحة"، لكن… استوقفني كثيراً مسمى " المجلس العربي للنظافة" لأني لم
أسمع به من قبل ولم أرى له أي نشاط، لذلك ومن غير تردد ذهبت لمستشاري الدكتور " google" وسألته عنه ليجيبني بأن هذا المجلس أطلقته شركة… في العام
(2012م) تماشياً مع التزامها ببناء مجتمعات أكثر صحّةً في أنحاء الشرق الأوسط كافة، وهي ذات الشركة التي أطلقت الحملة الاعلانية الآنية بالتعاون مع
المجلس، وهي ذات الشركة التي تبيع منتجات غسل اليدين والتعقيم " الموثوق بها".
ثم سألته عن هدف هذا المجلس وما أبرز إنجازاته فأفادني بأن الهدف الأساسي له هو تطوير معايير النظافة في كلّ أقطار الشرق الأوسط، من خلال الجمع بين
الروّاد ذوي الأفكار المرجعيّة وصانعي القرارات على منصّة مشتركة، وذلك بغية تطبيق شتّى برامج التوعية حول النظافة والصحة، والتي ترمي بدورها إلى زيادة
التوعية حول المخاطر الناجمة عن عادات النظافة الرديئة، أما عصارة انجازاتها وروّادها فتمثلت في ولادة هذه الحملة الاعلانية بعد مخاض عسير..
خلاصة القول: وجدت مثل هذه الشركات ضالتها بإنشاء مجالس تديرها كيفما اتفق للترويج عن منتجاتها مستغلة في ذلك ثقتنا بهذه " المصطلحات الرنانة" لأنه
وللأسف لا يوجد لدينا ملاذ آخر للتمييز بين الغث والسمين فهل ستكون للجهات المسؤولة في بلادي وقفة صادقة لتعقيم مجتمعنا من فيروس " الاستغلال"؟.
عبد الرزاق معتوق العلي